وصول الاخوات من مدينة مالمو البرنامج يبدأ ٢٦-١٢-٢٠٢٤ ميلادي
25 February 2021
السيدة زينب عليها السلام حفيدة الرسول، المشعل الذي أنار الدرب للثائرين من أجل العقيدة. السيدة زينب عليها السلام ابنة علي، البطلة التي أجّجت الثورة في وجه الباطل، ومزّقت دنيا الظالمين. السيدة زينب عليها السلام بضعة الزهراء، التي تحمّلت المسؤولية كاملة بصمود وإخلاص في أداء الرسالة الخالدة. السيدة زينب عليها السلام شقيقة الحسنين، التي شاركت في الدّور القيادي للدعوة وامتداد كلمتها. ألقابها : حملت السيدة زينب عليها السلام تدبير أمور أهل البيت, بل الهاشميين جميعا, بعداستشهاد الامام الحسين عليه السلام, فلذلك لقبت بعقيلة بني هاشم, وعقيلة الطالبين. وهي التي لقبت: بالعقيلة, والمؤثقة, والعارفة, والعالمة غير معلمة, والفاضلة, والكاملة, وعابدة آل عليّ، والسيدة وهو اللقب الذي اذا اطلق لا ينصرف الا عليها, وهي كريمةالدارين, جمعت بين جمال الطلعة وجمال الطوية, وكانت عند أهل العزم أم العزائم, وعندأهل الجود والكرم أم هاشم, وكثيرا ما كان يرجع اليها أبوها واخوتها في الرأي, فسميتصاحبة الشورى, كما كانت دارها مأوى لكل ضعيف ومحتاج, فلقبت بأم العواجز. اوصافها العبادة : كانت السيدة زينب عليها السلام مثالا حيا من مثل أهلها, فكانت صوامة قوامة, قانتة للهتعالى تائبة اليه, تقضي أكثر لياليها متهجدة تالية للقرآن الكريم, ولم تترك كل ذلك حتىفي أشد الليالي عليها كربا وهي ليالي كربلاء, فكانت مع أخيها الامام أبي عبد اللهالحسين عليه السلام وأهل بيته, يقطعون الليل في تلاوة القرآن والعبادة, لا تغفل لهم عينولا يهجعون. وما تركت نوافلها الليلية حتى في يوم استشهاد أخيها الامام الحسينواليوم الذي يليه, رغم المصائب والمحن التي نزلت بها. وكان لعبادتها عليها السلاموخشوعها لله تعالى, وسمو روحها, وكثرة اطلاعها, أكبر الأثر فيمن حولها, كما كان لهكذلك تأثير في كلامها فنظمت الشعر الرفيع, ومنه: سهرت أعين ونامت عيون لأمور تكون أو لا تكون ان ربا كفاك ما كان بالأمس سيكفيك في غد ما يكون فادرأ الهم ما استطعت عن النفس فحملانك الهموم جنون الزهد : كانت السيدة العقيلة زينب عليها السلام المثل الاعلى في القناعة والزهد والبعد عن متاعالدنيا ونعيمها, فأعرضت عن زهرة الحياة من المال الوفير لدى زوجها عبد الله بن جعفر, كما أعرضت عن الولد والحشم والخدم, فخرجت مع أخيها الامام أبي عبد الله الحسينعليه السلام, باذلة النفس والنفيس في سبيل الحق ونصرة الدين, ورغم علمها بما قديجري عليهم من المصائب والاحداث, مؤثرة الآخرة على الدنيا,"والآخرة خير وأبقى". الصبر : تحملت السيدة العقيلة الطاهرة عليها السلام ما تعرضت له من احداث الدهر مناستشهاد امها وابيها وأخويها عليهم السلام صابرة محتسبة ومفوضة أمرها الى اللهتعالى, راضية بقضائه وتدبيره, قائمة بما ألقي على كاهلها من عبء مراعاة العيالومراقبة الصغار واليتامى من أولاد اخوتها وأهل بيتها, رابطة الجأش بايمانها الثابتوعقيدتها الراسخة, حتى أنها قالت عندما وقفت على جسد أخيها الشهيد الامام الحسينسلام الله عليه وهو مقطع الأوصال:"اللهم تقبل منا هذا القليل من القربان". الشجاعة : كانت قصة زينب عليها السلام تبدأ منذ أن قتل أبو عبد الله الحسين عليه السلام. ومنذ أنغرقت أرض كربلاء في الدماء الزكية من آل الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم. فمنذتلك اللحظات الرهيبات ومن تلك الفترات المظلمات بدأت هذه السيدة العظيمة على مسرحتاريخ البطولات تسجل لنفسها تلك الصحائف البيض بمداد من النور. فلم تهب السلطة, ولم تخف السطوة, ولم تحذر القوة, ولم تقم لهم وزناً أبداً, كما لم تحسب لهم أي حساب!! لانها رأت نفسها مع الحق والحقيقة, ولاحظتهم بأنهم مع الباطل. البلاغة والفصاحة : اما فصاحتها وبلاغتها عليها السلام وقدرتها على الابانة والتعبير, والوصول والانتهاءالى حسن الكلام بسلاسة وسهولة مع تخير اللفظ واصابة معناه واستواء في التقسيموتعادل في الاطراف وتشابه اعجازه بصدره وموافقة أواخره ببداءته, بحيث يصبحالمنظوم مثل المنثور في سهولة مطلعه وجودة مقطعه وكمال صوغه وتركيبه, فيصير عذباجزلا سهلا, به رونق وحلاوة, يقبله الفهم الثاقب ولا يرده, ويستوعبه السمع الصائب ولايمجه, فهذا كله مما ورثته السيدة الطاهرة العقيلة عن ابيها الامام علي بن ابي طالبعليه السلام. فقد كان عليه السلام معروفا بسيد الفصحاء وامام البلغاء, حتى لقد قيلعنه, كلامه فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق. هذه البلاغة العلوية والفصاحةالهاشمية, ورثتها السيدة الكريمة بشهادة العرب أنفسهم, وهم أهل البلاغة والفصاحة. وهكذا اصبحت تمتاز بمحاسنها الكثيرة وأوصافها الجليلة,وخصالها الحميدة. ومفاخرها البارزة, وفضائلها الظاهرة عن نساء العالمين. ولا عجب؟ فانها هي من تلكالشجرة التي فرعها, وأصلها في السماء . عظم الله أجوركم جميعاً .. بشهادة السيده زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليها وعلى جدها وأبيها وأمها وأخوتها عليهم السلام..