blog image

٨-شوال - الذكرى السنوية لهدم أئمة البقيع عليهم السلام

عن طريق السيد نبيل الطالقاني 28 April 2023 1681


كم مرة تم هدم قبور البقيع؟


هدم قبور أئمة البقيع، عملية قام بها الوهابيّون وحكّام آل سعود عندما سيطروا على المدينة المنورة، فاستباحوا مقدساتها، وعثوا في آثارها تخريباً وهدماً، وقد تكررت هذه العملية مرتين، الأولى: سنة 1220 هـ والثانية: سنة 1344 هـ.


قبور البقيع تعرضت للهدم مرتين الأولى 1220 للهجرة والثانية 1344 هجرية وبقيت الى يومنا هذا


بدأت الحادثة الفاجعة حينما اتفق كل من محمد بن مسعود أمير الدرعية ومحمد بن عبد الوهاب (مؤسس مذهب الوهابية الذي خطط له البريطانيون) في عام 1185 للهجرة على العمل معا على توسعة بلادهم ونشر الوهابية باحتلال المدن المجاورة شريطة ان تكون القيادة السياسية لمحمد بن سعود والدينية لمحمد بن عبد الوهاب واحتلوا بعض المناطق المجاورة لهم وتوجهوا الى العراق ودخلوا حدود العراق وبعد مناوشات بين جيش ال سعود وأهالي المناطق الريفية العراقية اشرف الجيش على مدينة كربلاء المقدسة فهدموا القبة الموجودة على قبر الحسين عليه السلام وقيل أجزاء من بناء الضريح المقدس ونهبوا المجوهرات الثمينة وحرقوا الكتب والمصاحف وبعدها توجهوا الى النجف الاشرف لهدم ضريح الامام علي عليه السلام ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك فرجعوا الى الدرعية وتوجهوا الى احتلال المناطق الحجازية فدخلوا مكة المكرمة وتوجهوا الى مقبرة المعلى وقاموا بتهديم أثارها يقول صاحب خلاصة الكلام ( فما أصبح الصباح الا وهم سارحون بالمساحي والفؤوس لهدم القبب فبادر الوهابيون لهدم المساجد ومآثر الصالحين فهدموا ما في مقبرة المعلى من القبب ثم هدموا قبة مولد النبي صلى الله عليه وآله ( وهو اثار للبيت الذي ولد به نبي الرحمة ) وبالغوا في شتم القبور التي هدموها وفي سنة (1220 هـ 1805 م) دخل الوهابيون المدينة المنورة بعد حصار طال سنة ونصف ويروي صاحب لمع الشهاب يقول (فلما قرب الى المدينة أرسل الى أهلها بدخوله فأبوا وامتنعوا من ذلك فحمل عليهم مرارا حتى دخلها فقتل منها بعض اهلها حيث سمى أهلها بالناكثين ويوم الحادي عشر جاء هو وبعض أولاده فطلب الخدم السودان الذين يخدمون حرم النبي فقال أريد منكم الدلالة على خزائن النبي فقالوا لا نوليك عليها ولا نسلطك فأمر بضربهم وحبسهم حتى اضطروا الى الإجابة فدلوه الى بعض من ذلك فاخذ كل ما فيها من الأموال وفيها تاج كسرى ( انوشروان ) الذي حصل عليه المسلمون عند فتح المدائن وفيها سيف هارون الرشيد وعقد كان لزبيدة واخذ القناديل الذهبية وجواهر عديدة وخرج الى البقيع فأمر بتهديم كل قبة كانت هناك ومن ضمنها قبة فاطمة الزهراء عليها السلام والظاهر من قبة الزهراء ليس لقبرها لان قبرها مجهول, ولكن مقام الزهراء الذي بناه امير المؤمنين عليه السلام لها بعد وفاة ابيها وسماه بيت الاحزان وقيل ان القبة تسمى قبة الحزن وقبة الامام الحسن عليه السلام والظاهر قبة الامام الحسن عليه السلام كانت اكبر واعلى القبب الموجودة في البقيع بحسب وصف الرحالة ابن جبرين (قبة مرتفعة في الهواء يقصد بها قبة الامام الحسن عليه السلام ) وقال ابن بطوطة (( ولقبر الحسن بن علي قبة ذاهبة في الهواء بديعة الإحكام . وقبه لعلي بن الحسين عليه السلام وقبة لمحمد الباقر وقبه لجعفر الصادق عليه السلام) وقبة لعثمان بن مضعون وتركوا حطام التهديم على تلك القبور المقدسة يصفها الرحالة عبدالله بور خارت يقول (( فليس فيه متر واحد حسن البناء ... انما هي أكوام من تراب أحيطت بأحجار غير ثابتة)).

وبقيت على هذا الحال ما دام ال سعود في الحكم حتى سقطت دولة ال سعود على يد دولة العثمانيين وعندما استعادت الدولة العثمانية المدينة المنورة أعادت عليها عمارتها وقامت ببناء الآثار الإسلامية التي هدمها الوهابيون وقد أعادوا بناء الكثير من القباب على صورة من الفن تتفق مع ذوق العصر وساعدهم في ذلك العلماء بالإضافة الى التبرعات السخية والأضرحة الجاهزة التي كانت تأتي من كافة إنحاء العالم الإسلامي . لكن هذا البناء لم يدم طويلا سوى مئة عام تقريبا إذ قام ابن سعود وبالتعاون مع بريطانيا بالقضاء على الدولة العثمانية والسيطرة عليها وفي الخامس عشر من شهر جمادي الأولى 1344هـ -1925م دخل المدينة المنورة وقام بمجزرة دموية قتل فيها النساء والرجال والأطفال وعدد كبير من رجال الدين وفي الثامن من شهر شوال عام (1344هـ) توجهوا مرةً أخرى الى قبور البقيع فهدموا قبابها والأضرحة والمساجد بصورة كاملة وبالوقت نفسه توجهوا الى قبر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله محاولين هدمه لولا ردود الأفعال التي حصلت من خلال المظاهرات والاستنكارات في الدول الإسلامية والعربية .

إترك تعليق