وصول الاخوات من مدينة مالمو البرنامج يبدأ ٢٦-١٢-٢٠٢٤ ميلادي
25 February 2021
كيف نقرأ الزّهراء عليها السلام في حزنها ؟
“إنّ حزن الزهراء (عليها السلام) كان حزن الرسالة، وإن وقفت من خلال القضيّة ومن خلال الإسلام… الزهراء ليست دمعة، إنها موقف… الزهراء ليست حزنًا، إنها الرسالة… حتى ونحن نحزن عليها نفرح بها… حتى ونحن نبكي عليها نبتسم لها…”[2].
فالسيّد يقدم الزهراء في جانبها الرسالي كمسؤولة عن الواقع الثقافي في المجتمع، فيقول: “… وهكذا نجد في حياة الزهراء الحركية، أنها كانت بالرغم من كلّ أثقالها البيتيّة، تتحسّس مسؤوليّاتها الثقافية في التحدّث إلى النساء المسلمين بكلّ ما يهمّ الإسلام أن يبلغ المرأة من تعاليم ومن وصايا… وهكذا، كانت لها جلسات متعددة، حتى صاحب (دائرة المعارف الإسلامية) يروي أنها كانت لديها أوراق مما تلقيه على النساء، فافتقدتها وقالت لخادمتها: “ابحثي لي عنها، فإنها تعدل عندي حسنًا وحسينًا”. وإذا صحّت هذه الرواية، فإنها تدلّ على مدى الأهمية التي تعطيها الزهراء للمسألة العلميّة”[3].
وفي الجانب الحركي كذلك، يقدّم السيّد الزهراء على أنّها مسؤولة عنه أيضاً، فهي: “أوّل امرأة تواجه القضايا التي اختلف فيها الناس بالمنطق، وبالموقف الصّلب، وبالحوار، وبالدّعوة إلى الحوار، لذلك، فعندما ندرس شخصية الزهراء، فإننا نجد أنها تمثّل في كثير مما عاشته ومما انطلقت فيه، ومما دخلت فيه، ساحات المواقف الشرعيّة والكثير من أساليب العمل النسائيّ في عصرنا هذا…”.
لذلك، فهو يجعل المرأة المعاصرة، تلك المرأة التي تحمل همّ المسؤولية كما كانت تحملها الزهراء في عصرها، ويعطيها دورًا مجتمعيًّا تتحرك من خلاله لتعطي الإسلام قوّةً من قوّتها، فهي ليست كيانًا ضعيفًا بالمطلق، فهي تتكامل مع الرّجل، كما الرجل يتكامل معها، فهي ليست: “كميّة مهملة على هامش الواقع الثقافي والسياسي والاجتماعي، والله يقول: {والمؤمنونَ والمؤمنات بعضُهُم أولياءُ بعضٍ}، أولياء في التعاون، وأولياء في النصرة، وأولياء في التّكامل {يأمرونَ بالمعروفِ وينهونَ عن المنكر} [التّوبة: 71]”[4].
لذلك، فالسيّد يعتبر أنّ الزهراء المثل الأعلى والنّموذج الذي ينبغي أن نحتذيَ به رجالاً ونساءً، يقول سماحته: “… نريد للمرأة… أن تعرف من خلال فاطمة أوّلاً، ومن خلال زينب ثانيًا، أنّ لها دورًا في الصّراع السياسيّ على أساس خطّ الإسلام.