blog image

نبارك لكم عيد الله الأكبر الغدير

عن طريق السيد نبيل الطالقاني 03 July 2023 981


مفهوم العيد في فكر مدرسة أهل البيت عليهم السلام ولماذا عيد الغدير عيد الله الأكبر ؟؟

العيد في لسان أهل العلم والمعرفة 

عودة جماعية من الخلق إلى الحق تعالى، ولعل في قوله تعالى :


اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا -المائدة/114


تلميحا إلى ذلك من حيث أن العيد شأن مرتبط بالجميع أولهم وآخرهم والخلاصة أن العيد بملاحظة معناه اللغوي والعرفي مدعوما بالشواهد الدينية يختزن في مفهومه ثلاثة ركائز ( التجمع، والفرحة، والعودة  ) هذه الأمور متحققة في الأعياد الأربعة، ( عيد الفطر وعيد الاضحى وعيد الغدير والجمعة )..ففيها يجتمع المؤمنون في مظاهر عبادية عامة، ويفرحون بالمنح والعطايا الإلهية وبما وفقهم الله فيه من الصلاة والصوم والحج والولاية،ويعودون إلى الله بالطاعة ..


أما الإجابة على السؤال الثاني 


وهو لب الموضوع فلابد من النظر إلى ما يميز عيد الغدير عن بقية الأعياد، فعيد الفطر مرتبط بفريضة الصوم، وعيد الأضحى مرتبط بفريضة الحج، وهما مع كونهما من الضروري إلا أنهما يعدان من الفروع الفقهية، بينما يرتبط عيد الغدير بعيد الولاية وهي تعتبر من الأصول وليس من الفروع، ومن الواضح أن الأصل يفوق على الفرع في الأهمية لأن الفرع يعود إليه فمن خلال الأصل يعلم حكم الفرع، ولأن الله أراد أن يتعبد المخلوق بالإيمان بالحجة الإلهية سواء كانت نبيا أم وصيا والالتزام بطاعته أما إذا أراد أن يعبد الله كما يحلو له فإن مصيره كإبليس عليه اللعنة حيث أراد أن يعبد الله من غير الخضوع للحجة الإلهية..


يقول الإمام الخميني (قدس سره)


إن ما مر في ذيل الحديث الشريف من أن ولاية أهل البيت ومعرفتهم شرط في قبول الأعمال، يعتبر من الأمور المسلمة، بل تكون من ضروريات مذهب التشيع المقدس، وتكون الأخبار في هذا الموضوع أكبر من طاقة مثل هذه الكتب المختصرة على استيعابها، وأكثر من حجم التواتر. ويتبرك هذا الكتاب بذكر بعض الأخبارعن الكافي بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال :


ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضى الرحمن الطاعة للإمام بعد معرفته أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه وتكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على الله حق في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان. 


وبإسناده عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من لم يأت الله عز وجل يوم القيامة بما أنتم عليه لم يتقبل منه حسنة ولم يتجاوز له سيئة. 

وبإسناده عن أبي عبدالله عليه السلام في حديث قال :

والله لو أن إبليس –لعنه الله- سجد لله بعد المعصية والتكبر عمر الدنيا ما نفعه ذلك ولا قبله الله ما لم يسجد لآدم كما أمره الله عز وجل أن يسجد له، وكذلك هذه الأمة العاصية المفتونة بعد تركهم الإمام الذي نصبه نبيهم له، فلن يقبل الله لهم عملا ولن يرفع لهم حسنة حتى يأتوا الله من حيث أمرهم ويتولوا الإمام الذي أمرهم الله بولايته ويدخلوا من الباب الذي فتحه الله ورسوله لهم. 


والأخبار في هذا الموضوع وبهذا المضمون كثيرة، ويستفاد من مجموعها أن ولاية أهل البيت عليهم السلام شرط في قبول الأعمال عند الله سبحانه، بل هو شرط في قبول الإيمان بالله والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. 


الأربعون حديثا ص512

للأمام الخميني قدس

إترك تعليق