blog image

عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب سيد الشهداء الأمام الحسين عليه السلام

عن طريق السيد نبيل الطالقاني 02 August 2022 1537

ففي الخبر المروي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام ما يذَرُ الحليم حيراناً: لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُمَا فِي زِيَارَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (ع) مِنَ الْفَضْلِ، لَمَاتُوا شَوْقاً ! وَتَقَطَّعَتْ أَنْفُسُهُمْ عَلَيْهِ حَسَرَات‏ ! (كامل الزيارات ص142).

 

فصار (الموتُ شوقاً) أثراً (للعلم) بما في زيارة سيد الشهداء من الأجر والثوابفمَن منَّايعلم ما في زيارته من ثواب ؟ وهل وصل الحالُ بأحدنا أن يموت شوقاً لزيارته ؟!

 

وفي الخبر: وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي زِيَارَتِهِ مِنَ الْخَيْرِ، وَيَعْلَمُ ذَلِكَ النَّاسُ، لَاقْتَتَلُوا عَلَى زِيَارَتِهِبِالسُّيُوفِ !‏ (المصدر ص87).

 

نعم لو عرفنا ما في زيارته لاقتتلنا بالسيوف عليها لا على (تَوَافِه الأمور) !

ولَتَرَكنا خلافاتنا جانباً، ولجعلنا مبلغَ همّنا إحياء أمره وإقامة مأتمه وزيارة قبره عليهالسلام، ومشاركة المعزين عليه في عزائهم وتَسليتهم..

ولتجنبنا إثارة الفتن في أيامه، وجعلناها أيام حزنٍ وألمٍ حقاً وصِدقاً..

 

ثانياً:

أنّا لا نتعقَّل أثرَ دمعةٍ تسيلُ على خَدِّ شيعته مع ما ندّعي من العلم والمعرفة والإدراك !!

 

هذه الدمعة التي تَرَحَّم عليها الصادق عليها السلام قائلاً لأحد شيعته: رَحِمَ اللَّهُ دَمْعَتَك‏‏ (كامل الزيارات ص101).

 

والتي لا تنزل إلا بإذن الله تعالى، فهو الذي يُبكِي عيونَنا حباً بهم، إذ نقول في زيارتهم:وَأَسْأَلُ مَنْ أَبْكَى عَيْنِي عَلَيْكَ أَنْ يَجْعَلَهُ لِي ذُخْراً (تهذيب الأحكام جص89).

 

هذه العينُ التي (أبكاها) الله تعالى بتوفيقٍ ومَنٍّ منه صارت شريكةً لدموعِ مخلوقاتٍ أخرىإذ: مَا رَقَأَتْ دُمُوعُ الْمَلَائِكَةِ مُنْذُ قُتِلْنَا ! (كامل الزيارات ص102).

 

إن للدَّمعة أثراً يستحقُّ أن نستغرق فيها، ونجعل أيام عاشورائنا أيامَ بكاءٍ وعَزاء..

إن لها ثَمَرَةً تُغرينا أن نتوسّل لإسالتها أيَّ طريقٍ يحبُّه الله ورسولُه..

إنّ فيها نجاةً من نارٍ (سجّرها جبّارُها لغضبه) !

 

والأعجب من ذلك.. ما تفعله بنار جهنم!!

أما أثرُ نار جهنم في الدنيا فإنه فوق خيال الإنسان، إذ روي عن الصادق عليه السلام في(قطرةٍ) من طعام أهل النار قوله: لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الضَّرِيعِ قَطَرَتْ فِي شَرَابِ أَهْلِ الدُّنْيَا لَمَاتَأَهْلُهَا مِنْ نَتْنِهَا !

وَلَوْ أَنَّ حَلْقَةً مِنَ السِّلْسِلَةِ الَّتِي طُولُهَا سَبْعُونَ ذِراعاً وُضِعَتْ عَلَى الدُّنْيَا لَذَابَتِ الدُّنْيَا مِنْحَرِّهَا ! (تفسير القميجص81).

 

القَطرةُ من طعام أهل النار تميتُ أهل الدنيا من نتنتها، والحلقةُ تذيب الدنيا من حَرّها !

إنه ما بعد اليوم العبوس القمطرير.. يوم يجعل الولدان شيباً.. يسعى المؤمنُ حياتَه ليأمَنَفيه من سَطَوات الجبار وغضبه، راجياً أن يُزحزَحَ عن النار، ويجاور الأطهار..

 

وههنا تظهر معادلةٌ رَهيبة..

قطرةٌ من النار تقتل أهل الدنيا جميعاً !

ولكنَّ قطرةً من عين الباكين على الحسين تطفئ حر جهنم كلها !!

 

فعن الصادق عليه السلام:

وَمَا بَكَى أَحَدٌ رَحْمَةً لَنَا، وَلِمَا لَقِينَا، إِلَّا رَحِمَهُ الله قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ الدَّمْعَةُ مِنْ عَيْنِهِ !

فَإِذَا سَالَتْ دُمُوعُهُ عَلَى خَدِّهِ، فَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ دُمُوعِهِ سَقَطَتْ فِي جَهَنَّمَ لَأَطْفَأَتْ حَرَّهَا حَتَّىلَا يُوجَدَ لَهَا حَرٌّ ! (كامل الزيارات ص102).

 

نحن لا نَدّعي هنا فَهمَ أمثال هذه المعادلات في العلوم الطبيعية:

 

1. كيف أن قطرةً من النار تذيبُ الدنيا وتقتل أهلها ؟!

2. وكيف أن قطرةً سالت من عينِ مؤمنٍ رحمةً لهم تطفئ حرَّ جهنّم ؟!

 

لكنّا نُسَلِّمُ بذلك، لاعتقادنا بأنَّ الله تعالى قادِرٌ على كل شيء، وبأنه مُسَبِّبُ الأسباب..

 

فكما اعتقدنا أنَّ نار نمرود كانت برداً وسلاماً على إبراهيم!

وأنَّ عصا موسى كانت تلقف ما يأفكون !

وأنَّ أجزاء الطيور استجابت لدعوة عيسى سَعياً !

وأنَّ الله تعالى خلقنا لا من شيء ! وأنّه يعيدنا تارة أخرى ! وأن ملائكة الله بيننا ! وأنَّ للجنِّعوالم لا نراها !

 

وكما آمنا بالمعجزات والكرامات وإن لم نفهم طبيعة معادلتها في علوم الفيزياء والكيمياءونظائرهما.. فإنَّ ما بلغناهُ من هذه العلوم يعجز عن تفسير الكثير مما نراه بأعيننا، فضلاًعن الغيبيات والمعاجز التي لا يختلف أهل الأديان في صحتها..

 

إترك تعليق